الثلاثاء، 21 أغسطس 2012

الجيش اللبناني.. عالأرض يا حكم


"اللي بيغيّر عادتو.. بتقلّ سعادتو".. مثل لبناني يطبّق على جميع شرائح هذه البقعة من المنطقة العربية التي تسمّى لبنان.


نبدأ برئيس الجمهورية، الذي تذكر اليوم، بعد حوالي أسبوع على بروز "الجناح العسكري لعشيرة آل المقداد" على الساحة الأمنية، تذكّر أن عمليات الخطف أمر مرفوض.. واكتفى فقط بهذا التصريح..

لكن للأمانة، موقفه الجديد من النظام في سوريا يحسب له، فهو أول رئيس جمهورية بعد الحرب يجاهر بهكذا موقف!!

رئيس الحكومة، الذي من شأنه ووظيفته التي ندفع له معاشه من أجل القيام بها هي متابعة الأحداث على أرض الواقع، لم يقطع عمرته كي يسأل عن هذا الجناح الطائر الذي حمل البلد الى المجهول.. كما أنّه لم يعكّر صفو عطلته على العيد، ليعمل على تهدئة الوضع الأمني الذي استشرى في مدينته الأم طرابلس، بل انتظر حتى ظهر اليوم كي يدعوأهل المدينة "المسالمين" الى التحلي بالحكمة وعدم الإنزلاق في نيران المنطقة"..

يا معالي الوزير: ليس الأهالي المسالمين من قام بالمعارك، بل هم غير المسالمين.. فالمسالمون يتضرّرون نفسيًّا وجسديا من هذه المعارك، ولا من يسأل.

رئيس مجلس النواب، "معيّد وما على بالو بال".. وينتظر افتتاح الدورة العادية لمجلس النواب حتى يوقف الجلسات.

حضرات الوزراء والنواب، يسبّون بعضهم ويركبون على ضهر الشعب، ويقبضون معاشاتهم في آخر الشهر، حتّى بعد أن يستعيد ربّهم أمانته. "هيدا إذا كان عندن رب"!!

قوى الأمن، التي يتبع كلّ شعبة وفرع منها فريقا سياسيا، لا بتهشّ ولا بتنشّ، وكلّ يغطّي على هفوات ومشاكل الآخر.

الجيش اللبناني، الذي أثبت بسالته في معارك "نهر البارد"، لا يملك الغطاء السياسي اليوم ليتدخّل في الصراعات "السياسية - الأمنية - العسكرية"، بل إنّ كل ما يستطيع فعله هو الوقوف والإحتماء من أمطار الرصاص والقذائف التي تسقط عليه..

كما أنّه لا يستطيع الوصول الى مكان آل المقداد المعروف، لأنّهم يملكون غطاءاً مقاوماتيًا صاروخيًا لا يستطيعون مجابهته..

ولأنّ لبنان هو "المحافظة الخامسة عشر" في "الأمة العربية السورية"، لا يستطيع الجيش اللبناني الرد على إطلاق النار السوري على الجانب اللبناني من الحدود، ولا حتى تقديم شكوى الى مجلس الأمن أو احتجاجا الى سوريا، ردًّا على هذه التعديات..

هذا الجيش ما زال يتعامل مع الصراع الموجود في باب التبانة على أنه خلاف عابر بين ولدين على "الكلة"، لكن أريد تذكير القيمين على هذا الجيش أنّ حرب 1860 بين الدروز والموارنة في جبل لبنان، قامت بسبب خلاف الأولاد على "الكلة"، ويجب علينا دائمًا تذكّر الماضي..

هذا  الجيش هو جيش كل اللبنانيين، وهو من عليه واجب حمايتهم والدفاع عنهم.. لكن إن كان هذا الجيش غير قادر على حماية الناس، لا يستطيع أن يسلّم القيادة الى عشائر وأجنحة عسكرية وحركات تقضي على ما تبقّى من الأمن والطمأنينة، في بلد يقوم على "18 إجر كرسي"، إذا انكسر أحدها.. ستقع الكرسي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق