السبت، 19 نوفمبر 2011

المواطن اللبناني.. نوح زمانه


زيادة الى مشاكله، يغوص الموطن اللبناني يوميا في البحيرات التي تنتشر على طرقاته، جرّاء مياه الأمطار التي يفترض ان تكون نعمة للمواطن، لكنّها تنقلب نقمة عليه.

نقمة تضاف الى ما يزيد على عشرات المشكلات، من طرقات ضيقة، غير صالحة للسير، من كهرباء متقطّعة كغيوم تشرين، من بلطجية أصحاب المولدات الكهربائية التي تنوب عن الدولة، من معاشات تذوب عند أوّل أيّام الشهر، من ضرائب تنهش هذه المعاشات حالم ترى النور.
مشكلة المياه في لبنان مزدوجة، فمن شحّ المياه في المناطق اللبنانية المختلفة، الى كثرتها الى حدّ عرقلتها سير الناس في تنقلاتهم اليومية، من بيوتهم، من لأعمالهم، من اماكن استجمامهم، عبر كافة الطرقات التي يسلكوها، ويقضون نصف أعمارهم عليها بسبب زحمة السير الخانقة، التي تزداد مع هطول الأمطار، كل سنة.
كلّ سنة، تزداد كميات المياه على الطرقات، بعد وعودات وزارة الأشغال، مجلس الإنماء والإعمار، وغيرهم من المسؤولين عن سلامة الطرق وسلاستها، كما تأكيداتهم على تنفيذ مهماتهم والمطلوب منهم، عبر سدّ الحفر الموجود منذ الأزل، وفتح مجتري المياه، التي تبقى مسدودة، ربّما لأن لا وجود لهذه المجاري، أو بالأحرى لا وجود لهؤلاء المسؤولين، غير المسؤولين عن أعمالهم.
كعادتها كلّ سنة، تطفو سيارات المواطنين على الطرقات، كسفينة نوح التي أنقذ فيها جميع أصناف الحياة.
كعادته كلّ سنة، يصيب الذل والشرشحة جميع المواطنين دون استثناء.
وكعادة الصحافة كلّ سنة، نعود لفتح هذا الملف، علّنا نجد من يقرأه ويعمل على إيجاد حلّ ناجع، حلّ طويل الأمد، يريح الناس من عذاباتهم اليومية.