الخميس، 18 أغسطس 2011

نصرالله.. خطاب الإنكار

... وعاد اليوم رافعا اصبعه.. عاد ليكيل الاتهامات بعشوائية مدروسة.. بطريقة تعود عليها من يتابع سيل خطاباته منذ "الانتصار الالهي" الذي يدعيه، الانتصار الذي تسبب بقتل المئات، وتهجير مئات الآلاف، وتعكير سير بلد كامل نحو الاستقرار والأمن.

عاد السيد نصرالله اليوم ليوزع أدوار الخيانة والعمالة على كل من لا يسير داخل حدود رسمها برؤوس بندقيات حزبه، وحاول أن يرسم من خلالها حدودا برية في أيار 2008، فخرج ممتعضا باتفاق الدوحة الذي أعطاه جزءا ضئيلا مما كان يتمنى أن يدركه.



عاد السيد نصرالله بخطاب، هو إعادة لمجمل الخطابات التي يتلوها عادة من خلف شاشة تصل مشاهديه الأوفياء بولاية الضاحية الجنوبية العظمى، تؤكد عدم ثقته - حتى بأتباعه – الذين يتبعونه بشعارات تشبع نرجسيته، خصوصا بعد انكشاف خلايا استخباراتية داخل صفوف الحزب وعلى مستوى رفيع.

خطاب الإنكار.. هذا ما يمكن أن نصف به إطلالة اليوم التي أتحفنا بها السيد، إطلالة أنكر فيها صلة الحزب – بشكل مباشر أو غير مباشر – بأي عمل تم على الأراضي اللبنانية كافة، متناسيا ترسيمه الخطوط الحمر والصفر في عدة مواقع ولأزمات عدة، أبرزها وأعرضها خطوط مخيم نهر البارد، حيث التجأ تنظيم فتح الإسلام، مع العلم أن لا دخل لأهالي تلك المنطقة الآمنين من الفلسطينيين واللبنانيين، الذين انفتحوا على محيطهم بإيجابية واضحة.

خطاب الإنكار تطرق الى حوادث عدة حصلت في فترة زمنية قصيرة وقريبة، من قضية لاسا الى متفجرة انطلياس "الفردية"، الى الأهم الذي حصل اليوم، أي صدور القرار الإتهامي المفصل عن المحكمة الدولية الخاصة بلبنان، القرار الذي أعاد وأعاد وأعاد التأكيد على تسييسه "بتعاون دولي - عربي - محلي"، ويكاد أن يقول داخلي في عمق التنظيم الحزبي، إن زل لسانه، وكل ذلك بهدف إلغاء وجود "المقاومة".

انتظرنا من نصرالله أن ينكر أيضا أن حرب تموز حصلت، وأن ينكر أن محاولة اجتياح بعض المناطق اللبنانية في أيار 2008 حصلت، كما أنكر أن "رحلة" القمصان السود أوائل العام الحالي، التي هدفت للضغط على بعض القيادات لتشكيل الحكومة، والظهور الذي حصل لبعض جنود ولاية الفقيه على تلال عاليه ونيحا، على الرغم من مشاهدات الأهالي، وهي "التي بثت التضعضع والخوف بينهم"، بحسب قوله. خطاب الإنكار..

خطاب الإنكار.. خطاب التلطي.. خطاب الهروب الى الأمام.. الهروب من المحكمة، من الحقيقة، من رؤى فئة عظمى من اللبنانيين تنشد الكرامة والحرية والعدالة.. كما تسعى للعيش مع الآخر بتوازن واحترام وبناء وطن يظلل الجميع، وطن لكل أبنائه، أبناء يدعونكم لتقبل نصيحة أحدهم "إسأل مجرب وحكيم بنفس الوقت".

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق