الثلاثاء، 17 يوليو 2012

الشعوب اللبنانية.. ومفهوم الدولة



إلى أين؟؟ ... عبارة نطق بها النائب وليد جنبلاط وأضحت على كل شفة ولسان، بأسلوب المزاح أو الجد أو إعادة السؤال. واليوم نحن، الشباب اللبناني الذي كان يتساءل حول مصير البلد، أصبح يتساءل عن أيّة حافة سيقع هذا البلد، وفي سبب انهياره.






إلى أين؟؟ ... عبارة تساءل بها الشباب اللبناني عن مصيرهم، عن وطنهم، وعن سيناريو العام 1969 عندما انقسم الشعب اللبناني حول الجيش، وبقي الإنقسام يتعاظم حتى بدءالحرب الأهلية عام 1975، هذه الحرب التي كلّفت لبنان واللبنانيين الكثير، ولم نخرج من تبعاتها الاقتصادية والفكرية والثقافية حتى اليوم.


إلى أين؟؟ ... يتساءل المواطنون حول الكهرباء المقنّنة منذ الأزل، والتي لو عرف العلماء أنّها ستصل الى هذا المستوى في لبنان لندم توماس اديسون على اختراعها، وتخلّى حسن كامل الصباح عن جنسيته اللبنانية.


إلى أين؟؟ ... يكمل الشباب اللبناني تساؤلاتهم، لكن هذه المرّة عن وجهة سفرهم، لا للسياحة، بل للهجرة والعمل، لأنّ دولتهم لا تستطيع أن تؤمّن لهم فرصة عمل، أو مستقبل مشرق.. إلا إن كان ولاءهم لأحد ملوك الطوائف مطلق.


هذه عينة من التساؤلات التي تنخر عقل كلّ شاب لبناني طموح، تعلّم من أخطاء أهله وسابقيه، وعرف أنّ الدولة لا تقوم دون اعتبارها وطنًا فوق كل الطوائف، وحيدًا لكلّ أبنائه.. وطنًا يعيش مواطنيه تحت القانون لا فوقه.. وطنًا يكون كلّ الولاء له، لا لمحاوره الضيقة ولا لجيرانه وإخوانه وأصدقائه.


في الكيان اللبناني، درجت العادة هذا الصيف على قطع الطرقات، إن بالدواليب المحروقة أو بمخيمات الاعتصام، التي تثقل كاهل المواطن وتتلف أعصابه، وهنا نلفت نظر المسؤولين عن حملة منع التدخين، على ضرورة سنّ قانون يمنع تنشّق دخان الدواليب، التي تشعل ليالي بيروت وضواحيها كل ليلة من ليالي الصيف.


عسى أن يصبح هذا الكيان، الذي يضمّ شعوبًا تعتبر أنّ أصولها تعود الى طوائفها، لا الى لبنانيتها.. عسى أن يصبح وطنًا ينتمي اليه الجميع، كي نستطيع الإنضواء تحت لواء دولة واحدة موحّدة، لا ينخر فيها سوس الطائفية والمناطقية، وتكون آراءها مختلفة، لا متنافرة.. دولة حيث القانون يخيّم على الجميع ويظلّلهم دون أن يقيّد حركتهم.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق