تمرّ أمامنا فتاة ترتدي شورت جينز يغطي جزءاً يسيراً من ردفيها، وقميصاً بلا
أكمام أقفلت منه زرّين وعقدت أسفله فوق بطنها، ومباشرة تحت صدرها الذي تكشف منه وجهاً
كاملاً من كل ثدي يُظهر بداية بلوغها.
هذا الوصف ليس لبائعة هوى أو لمرأة مملوءة أنوثة..
إنّها فتاة في الثالثة عشر أو الرابعة عشر من العمر..
الصورة المستعملة مأخوذة عن الإنترنت تجنّباً للإحراج |
في الـ MALL يتجوّلن، لأنه CLASSY أكثر، فتيات لم
يبلغن من العمر ما يؤهلهنّ الحصول على إفادة نجاح الـ BREVET.. لم تتخطّين الخامسة عشر من العمر.
في الـ MALL يأخذن الـ SELFIE، بقطع باقية من الثياب، بالكاد تستر
ما لا يجب أن يظهر من الجسد، ويتبارَين من بينهنّ تحصد عدد نظرات أكثر من المارّة.
Walmart من أكبر
الأسواق المنتشرة في الولايات المتحدة، الدولة التي يعتبرها البعض "معقل الحضارة
والتطور"، لكنهم لا يلاحظون أنّ هذه الحضارة ليست مفتوحة على مصراعيها، بل تحكمها
قواعد وقوانين تضبط السلوك الإجتماعي، وتساهم بإحلال توازن منطقي بين الرغبة والواجب.
وتأكيداً على هذا النوع من التوازن، وفي إطار المحاسبة الإجتماعية؛ يوجد حساب
على تويتر إسمه "People of Walmart"، يعلّق القيمون عليه على زبائن هذا الـ MALL الذين يخرجون على المألوف، ملتزمين بالصور التي يؤكدون
فيها تعليقهم، كما أنّ طريقة تندّرهم على هؤلاء تدلّ على وعي كافٍ بقواعد السلوك الإجتماعي
الذي يجب أن يكون سائداً.
في دبي، التي يحلو للبعض اعتبارها مقصد الحرية في الدول العربية، لم يسمح رجال
الـ Security في Mall
of the Emirates لفتاتين
بالدخول للتسوق لأنهما "يخدشان الحياء العام"، فكانت واحدة منهما تلبس شورت
جينز قصير جداً، والأخرى تلبس See Through Skirt، أي تلك التي تظهر ما تحتها بشكل غير
واضح تماماً، فاعتبرته إدارة الـ MALL نوعاً من التلوث البصري الذي يخدش الحياء العام بسبب
وجود الأطفال والعائلات في الـ MALL.
ربّما كانت المقدمة صدمة، أو ربما اعتبرها البعض "تخلّفاً"، لكن الحضارة
ليست بـ"التزليط" لفتيات لا يملكن الوعي الكافي لتحديد ما يردن. بتحليل بسيط،
فإنّ الفتاة التي ارتدت أمام أمها هذه الثياب تحصل منها على الدعم الكافي لهذا التصرف،
وهنا يكمن السبب الرئيس، فالجهل بأصول التربية – خاصة الجنسية منها – تجعل الأهل في
منطق التعويض عن كبتٍ حشرهم في صغرهم، كما عن جهل بطريقة إيصال أفكار الحرية والموضة
والتطور.
يعني بالمشبرح؛ مش عم نقول انو ما حدا يعمل شي، لكن الأهل لازم يعرفو يربّو،
شي طبيعي صبية بالعشرينات أو تلاتينات تحب تفرجي جسمها وتضاريسها – وحتى هيدي بتكون
ضمن حدود – لكن الشي اللي مش طبيعي انو بنت عمرها بالطعش تكون عم تتزلط وما بتعرف شو
السبب، أو بتعرف النص الحلو من الموضوع.
بالمشبرح؛ عم نقول إنو لازم كل شخص يتصرف حسب عمرو، البنت اللي بالطعش مش متل
الصبية اللي بالعشرينات أو تلاتينات، وكمان المرأة اللي بالستينات سبعينات مش متل التلاتينات..
لازم كل شخص يعيش على قد عمرو ويفهم على قد عمرو.
بالمشبرح؛ مش كل واحد مسك الحضارة من ذيلها صار متحضّر!