السبت، 26 أبريل 2014

النظام السوري.. و"الحنفية" الحمراء

هذه تدوينة كتبتها في 16 آذار 2008.. وأعيد نشرها مع بعض التعديلات الطفيفة كي تلائم الأوضاع الحالية.

لن نذهب الى أي مكان، لأنّ من يترك وطنه يخسره، لكن كمال جنبلاط خسر حياته لأنه حارب وناضل ضد الوجود العسكري في لبنان.
وانا أسأل من ذهب بعد 40 يومًا من تغييبه، وحاول ان ينسى، "بغية حماية الدروز"، وإلى من توجّهوا إليه بالشكر والتهنئة وغيرها من المجاملات، بسب جو الإستقرار الذي حلّ على لبنان، بعد مواقفه "الوطنية والقومية العربية": هل ثمن الإستقرار في لبنان هو أن يكون تابعًا أمينًا لدمشق؟
وهل الإستقرار في لبنان يكون بتعيين رئيسه على رأس المحافظة السورية الخامسة عشر؟
وهل يجب على لبنان أن يكون خاصرة سوريا وكليتها التي ترمي فيها جميع الأوساخ؟


لن نسامح..
لن نسامح من أذلّ شعبًا بأكمله، حين كان متحكّمًا..
لن نسامح "شقيقًا" يرى أنّ أفراد هذا الوطن ملكاً له..
من كمال جنبلاط، وسمير قصير وجبران تويني، تعلمنا الحرية والسيادة والقول الحق.. مهما كان قاسيًا
من كمال جنبلاط ورفيق الحريري وباسل فليحان عرفنا معنى التقدمية والأمل..
من كمال جنبلاط والمفتي حسن خالد والسيد محمد مهدي شمس الدين، تذوقنا التواضع والمساواة والديمقراطية..
لن ننسى من قتل ونكّل وأعلن حرباً على كل من ينطق بانتمائه للبنان..
لن ننسى من خطف وقتل وأخفى العديد من اللبنانيين من دون أي معلومات عنهم..

لهذه الأسباب القليلة، والكثير الكثير غيرها، لن ننسى..

وإذا أراد البعض وضع الملفات في الأدراج أو تخزينها لحين وصوله للسلطة نقول،
تعلّموا من سليمان فرنجية معنى الوفاء.. فهو بقي وفياً لخطه وصداقته رغم الخسائر..
تعلّموا من سمير جعجع معنى المواقف.. فهو من لم يتنازل كي يبقى في السلطة ولا يسجن..
تعلّموا من السيد على الأمين.. الذي ما زال على رأيه رغم المخاطر..
تعلّموا من كمال جنبلاط.. ذاك الذي رفض وحذّر من الدخول السوري إلى لبنان..
والأهمّ..
تعلّموا من زياد بارود.. رجل الدولة الذي حاول التغيير.. وعندما اصطدم بالمحادل فضّل الإستقالة على المساومة..

سيأتي اليوم الذي فيه تُفتح هذه الملفات.. وسيعلم الناس من كان على حق ومن مارس الباطل.

بربكم أخبروني..


كيف سيكون بلدنا إن عاد وحكمه من يعتقد انّ "الحنفية" ذات اللون الأحمر تسخّن المياه؟